أعلنت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين في دارفور تسجيل حالة وفاة و105 إصابة جديدة بوباء الكوليرا، خلال الساعات الماضية، ليرتفع بذلك عدد الوفيات الى 570 وإجمالي الإصابات إلى 13,531 حالة، حسب المتحدث باسم المنسقية آدم رجال.
وتوزعت الإصابات في مناطق متعددة داخل إقليم دارفور، الذي يشهد أوضاعًا إنسانية وصحية شديدة التعقيد.
وأشار رجال إلى أن هذا التفشي المتسارع للكوليرا يأتي في ظل تدهور كبير في النظام الصحي، وغياب خدمات المياه النظيفة والصرف الصحي في معظم مناطق المعارك، خاصة في إقليم دارفور، غرب البلاد، الذي يعد من أكثر الأقاليم تضررًا منذ بداية الحرب في البلاد منتصف أبريل/ نيسان 2023.
وأكدت المنسقية أن المنظمات الإنسانية، والسلطات المحلية، وغرف الطوارئ، والمتطوعين المحليين يبذلون جهودًا كبيرة للحد من انتشار الوباء وتحسين الاستجابة الصحية، رغم ما وصفتها بـ«الظروف القاسية وشُح الإمكانيات".
وأفادت بأن أغلب المناطق المتأثرة تعاني من نقص حاد في الإمدادات الطبية الأساسية، بما في ذلك المحاليل الوريدية ومادة الكلور المستخدمة في تعقيم المياه.
وأوضحت أن تفشي الملاريا، وسوء تغذية الأطفال، وغياب الرعاية الصحية الأولية، كلها عوامل تفاقم من الوضع وتضع مزيدًا من الضغوط على الكوادر الصحية العاملة في الميدان.
وقالت: إن هذه التحديات تمثل تهديدًا حقيقيًا لحياة السكان، مشيرة إلى أن ما تشهده مناطق النزوح من أمراض ومجاعات هو «كابوس إنساني منسي»، في ظل غياب الدعم الكافي من المجتمعين الإقليمي والدولي.
ودعت منظمة الصحة العالمية والمنظمات الدولية والإنسانية إلى تكثيف جهودها للتدخل العاجل في مناطق تفشي الوباء. كما طالبت المنسقية بتوفير المياه النظيفة ومستلزمات الطوارئ الصحية، مشيرة إلى أن بعض المناطق باتت تعتمد على مصادر مياه غير آمنة مثل الأودية والبرك المكشوفة، مما يساهم في تسريع انتشار الأمراض المنقولة بالمياه.
وأكدت أن استمرار تجاهل هذه الأزمة قد يؤدي إلى كارثة صحية واسعة النطاق، مطالبة بتوفير الدعم اللازم لإنقاذ الأرواح وتعزيز الخدمات الصحية في مناطق النزوح التي تشهد انهيارًا شبه كامل للمؤسسات الخدمية والطبية.
وفي ظل استمرار المعارك المحتدمة وانهيار البنية التحتية، تشهد ولايات إقليم دارفور، غرب السودان، تفشيًا خطيرًا لوباء الكوليرا، الذي يواصل انتشاره في المخيمات والمناطق السكنية المكتظة، ما دفع المنظمات الإنسانية إلى التحذير من تداعيات "الكارثة الإنسانية المعقدة" في الإقليم، مطالبة بتدخل عاجل على المستويين المحلي والدولي.